Monday, April 6, 2009

سنارك - إصدارت سودانية -1




من عيون الشعر القومي في البطانة





تأليف حسان أبوعاقلة ابوسن

184 صفحة قطع متوسط

الناشر : الشركة العالمية للطباعة والنشر

هاتف 359543 القاهرة





يعتبر شعر البطانة أحد أبرز ملامح الشعر القومي في السودان، وفي هذا الكتاب

يتناول المؤلف نماذج شعر البطانة الذي يمثل الاتجاهات الرئيسة فيه من خلال

تصنيف الشعر والشعراء في مجموعات اتسمت كل منها بخصائص معينة ان على مستوى

الموضوعات او على مستوى التعامل مع اللغة ومدى انفتاحها و محليتها، لذا يقسم

المؤلف هذه المجموعات الى سبع مجموعات او مدارس رئيسة تمثل أهم تيارات شعر

البطانة منذ عهد مملكة سنار حتى اليوم.



المدرسة الأولى : نشأت في أواسط عهد سلطنة سنار ومن خصائصها وصف البيئة البدوية

والحياة والجمال في البطانة ومدى تعلق اهلها بها . ومن رموزها الشاعر الكبير

حسان الحرُك، الذي يقول مخاطبا زوجته ومحبوبته "شما" متمنيا لها الرحيل من سنار

الى البطانة:



ما تستاهل الكمرة وسكون البوي

شما خمشو مجارة الوهوة مع الدامبوي

جابو لي كتبها اللخرش اب هبوي

ع الهويلة بلهوج الداقوي





المدرسة الثانية : تنفرد بأشعار الحماسة والحرب لان شعراءها شهدوا المعارك

العنيفة في البطانة بسبب ظروف الصراع بين الشكرية وممالك الهمج . ومن رموز هذه

المدرسة الشاعر أبو دقينة ود قابوس والشاعر ود حسوب الطرقابي الذي يقول مادحا

اب علي:



حسع شفتو فوق ضهر الحصان بتلتت

ولصفي الدم على دقنو المليحة اتشتت

جبل الموسم الفوقو القبائل ختت

أكان ما حضر قوم ناس خميس ما انسكت





المدرسة الثالثة : هي مدرسة الشاعر العاشق علي ود محلق الحمراني وتاجوج بنت علي

وقد سبقت ظهور الشاعر ا الحردلو واخيه الشاعر عبدالله . وشاعر هذه المدرسة

وفارسها ود محلق الذي عشق تاجوج بت علي وملأ شعره فيها الآفاق وقال فيها أجمل

الشعر الوجداني والعاطفي وكان شهيدا لغرامها . ومن شعره فيها:



ما بتجيك في كور عشية الوارد

وتعرف غزة الكوع اب خليلا شارد

عرق الزرزور و مسك النسيم البارد

تلقا فوق ست الحشا المتمارد



اشرب ما برويني شارب هيني

وادخل في البحر يابسات مصاريني

انوح ما لقيت حيا ببكايني

برا توريق سواقي مين بحاكيني





المدرسة الرابعة : تمثل انتقال الشعر من الحماسة الى جمال الطبيعة والغزل

والصيد والحب والمدح والرثاء وظهرت فيها آداب المناظرة والمبارة و المعارضات .

وهي أم المدارس والعلامة المضيئة للشعر والشاعرية في البطانة . ومن شعرائها

الشاعر الكبير محمد احمد ابو سن الشهير بالحاردلو والشاعر عبدالله احمد ابو سن

والشاعر يس ود الكرار شاعر الحماسة والشاعر العجبنا شاعر الملح والطرائف

والشاعر ود اب شوارب . يقول الحاردلو في مسدار الصيد:



الشم خوخت بردن ليالي الحرة

والبراق برق من منا جاب القرة

شوف عيني الصقير بجناحو كفت الفرة

تلقاها أم خدود الليلة مرقت برة





المدرسة الخامسة : نهجت نهج المدرسة السابقة لكن اتسعت دائرتها وزاد شعراؤها

وتطورت المناظرات الى المفاتلة والمجادعة واتسعت فيها مساحة المسادير والقصائد

الوصفية الطويلة والقصيرة كالثمانيات والرباعيات وغيرها . ومن رموز هذه المدرسة

الشعراء محمد عمر ود دكين و محمد ابراهيم ود السميري و علي ود يسن وود عبشبيش.

يقول ود السميري متغزلا :



وين يا اب لجة معشوقتي البشيقني نغيما

ووين عانس متو الكاسي القصار هضليما

وين البتضوي الظلمة بي تبسيما

ووين وين المرناعة بعد النيما





المدرسة السادسة : جاءت في مرحلة تداخل وانفتاح ثقافي وحضاري واتسمت اشعارها

بعمق الرؤية وجودة المعاني واتسعت فيها الأشعار الوصفية وتطورت فيها الصياغة

والمضمون وكثرت اغراض المسادير والمعارضات الشعرية والمعارك الأدبية بين

الشعراء كتلك التي جرت بين الشاعرين احمد عوض الكريم ابو سن و المدني الكردوسي

، او بين الشاعرين العاقب ود موسى وحسن التوم ومنها ايضا معركة عنيفة جرت بين

الشاعرين الصادق حمد الحلال و احمد ابو عاقلة ابو سن . ومن رموز هذه المدرسة

عميدها الشاعر احمد عوض الكريم ابو سن والشاعر النمر عدلان والشاعر

الصادق حمد الحلال الشهير بالصادق ود آمنة وغيرهم من فحول الشعراء. يقول الشاعر

احمد عوض الكريم ابو سن :



قلبي الكان طربان خلي عقب اتحزن

ريشاتو التقال من الغرام انهزن

يقنب صاحي لا السحر أب رقيبا أذن

فاقد الكبسنت كبسونها ظرفها خزن



ويقول الشاعر الصادق ود آمنة :



البارح سجع ساجع القماري النوح

اتذكر زمن جهلي وشبابي الروح

بقين دورا ستاتي العطارهن فوح

لقن ايامي وايامهن مطرهن شوح





المدرسة السابعة : اتسم شعرها بادخال العديد من الكلمات العربية الفصحى

والمفردات الحضارية لشعر الدوبيت مما جعله اقرب الى فهم سكان المدن . ومثلت هذه

المدرسة جسرا ثقافيا بين سكان البادية والحضر . ومن شعرائها وفرسانها الشعراء

احمد ابو عاقلة ابو سن واحمد الفكي ود حسان ود اب سن و الشاعر الكبير احمد

عبدالله البنا( الفرجوني ) و الشعراء ود اب ريش والعوض ود موسى وغيرهم . يقول

الشاعر الشيخ احمد ابو عاقلة ابو سن :



جباينهن صفاهن والدلال لالاهن

وردات الخدود طل الربيع بلاهن

وضع فوقهن كما الأكتاف هدل خلاهن

رقاب الريل عيون بقر الوحش في خلاهن





و يورد المؤلف في الفصل الثالث من الكتاب نصوصا كاملة لأشعار مجموعة من شعراء

البطانة على اختلافهم مدارسهم.

اما في الفصل الرابع فيعرض الى الشعر النسائي في البطانةحيث يقول ان في البطانة

شاعرات مجيدات نظمن الشعر وألقينه وتميزت اشعارهن وتركزت حول الحماسة والمدح

وشعر الموقف والانطباعات والأحاسيس والمشاعر ومن بين هؤلاء الشواعر الشاعرة

شغبة المرغمابية والحرم عبد ابوسن واختها آمنة والحرم عبد اللاه يوسف ابو سن

وغيرهن .

تقول الشاعرة شغبة واصفة الطبيعة :



الليلة على القبلة بدا الولويل

العيش في الوقا والنار طفاها السيل

دحين قاموا الفروخ جابوا العمار بالكيل

من تبوبا في مخاريق العقول هاديل



وتقول الشاعرة الحرم عبداللاه ابوسن في قصيدتها الشهيرة " الصافي دهب الخزانة"

التي نظمتها في ابنها عبد اللاه ابو سن القاضي الشرعي ونائب رئيس البرلمان

الأول ورجل السياسة الشهير :



الصافي دهب الخزانة

الدولة ام فوت سيد بكانه

بريدو ود شيوخ البطاتة

.................................

مرق ود كرسي الحكومة

وقشاش دموع الظلومة

الضايقة بفرج هموما

والواجبة بعرف لزوما

No comments:

Post a Comment