Monday, April 6, 2009

Juudy -- الفراشــــــــة والنار

Juudy
Registered User
Posts: 6
(10/18/03 13:18)
Reply الفراشــــــــة والنار
--------------------------------------------------------------------------------
في الليل هناك حزن شفيف ..نجوم تحتضن الوجع والغرور والحلم ..انه الأفق الذي يحتوينا ويحتضنا أينما نكون ..عصور متداخلة تطل ..الزمن الذي به هدأة الاستكانة وطموح الفعل والتحقق . نجوم كلها متسربلة بشيء من غموض وشيء من وضوح وكثير من الحلم ، وقدرنا أن نرمق كل ذلك من فوق جبل!

نبنيه بشوق خاص ، نحزن كثيرا ، نفرح كثيرا ، قلوبنا من أجنحة العصافير لذلك هي خارجة من أطواق الأسر مهما كان شكلهما أو " تـشــــــــــــــكلهما"

الغربة لا شكل لها .. قد تكون في المدينة التي ولدت بها ونشأت ولحظتها يكون الشعور أفظع ..

هــــــــــذا الاغتراب الموجع يغوينا عن أنفسنا .. يعشش في دواخلنا .. يذيقنا النار والضياء ..كفراشـــــــــــــة نحوم حولها قد نحترق ..قد نتخلق اكثر قوة وصلابة ..

إننا هنا نلهو عن أنفسنا بأنفسنا ..نبتعد لنقترب ونرحل لنعود ! لا شيء ثابت في جاذبية هذا الخيط الفضي الذي يشدنا لاستكانة المجهول .. لا شيء باقيا . الذكريات وحدها أكثر مقاومة . والصدق وحده أكثر قابلة للتعايش مادمنا نصر على بقائه !

إنها اللحظات الطفلة التي تداعب مخيلتنا ..وتغوينا إلى محيطات من الشراسة والخذلان المستمر لكنه الخذلان الذي لا مفر منه مادام النقيض هو وجودنا وارادتنا ..

لا شيء ! نعرفه ويبقى الى الأبد كما نعرفه ..هناك تحول في كل تفاصيل الخوف والأحلام ..هذا التحول الذي يدعونا إليه ..أن نتحول بقانونه العربيد دون أن نفقد طهارتنا ..إننا نحاول فقط أن نستوعب ما حولنا وهذا يدعو إلى الرحيل الدائم ...انه الهاجس الذي لا يرتوي مهما كان الارتحال جارحـــــــــأ ..غاويــا ....نازفـــــا .. كيف بإمكان الذاكرة المرتحلة أن ترحم نفسها .. إنها الذاكرة المفتوحة على أركان الدنيا فمن بإمكانه أن يلملم شعاعها ؟ الكلمات ـتأتي حين تريد ، والفرح يأتي حيــــــــن يريد !

أحيانا يحدث كل شيء حين يريد ونحن نتأمل هذا الشيء وذاك ..لنا أرادتنا ولكنها ليست كل شيء .. في هذا الخضم الغريب نتشكل وفيه نرتحل ونتحول .

هل صدفة أن تصبح هذه الكلمة ( التحــــــــــــــول ) هي القدر الذي يلاحقنا ؟ وهل صدفة نكتشف ما بها من عتمة وضياء ؟ من قلق ومستقر ؟ من وجع وفرح ..من رنين يشبه رنين الخلخال في قدمي فاتنة غجرية ؟ كم أعشق الغجر ! انهم أروع من عرف سر هذه الحياة الزائلة والمتحولة فاستبقوها بتجولاتهم ..تشبثوا بكل شيء ولم يتشبثوا بشيء ذلك التشبث الغبي الذي لا يوحي بالقولبــــــــــــــــــــة .

رائع أيها الفجر لكنه الظلام يأتي بعــــــــــــــــــــــدك

غامض أيها الليل لكنه الفجر يأتي بعــــــــــــــــــــــدك

انه الجدل الرائع بين الليل والنهــار ..بين الغموض والوضوح ..بين السكون والتحرك..بين النداء والقبول..بين الجنون والعقل..بين التفاصيل الغارقة في الأسر وبين التفاصيل المعتقة من أي أسر . انه نحن حين نحلم . وسيتغير كل شيء ويبقى حلمنا الطفولي مدثرا بعنفوانه الجميل الطاغي.

Young Lady..
Judy

Edited by: sanaric at: 6/27/04 12:08

No comments:

Post a Comment