Monday, March 30, 2009

الزبير باشا - 10- دعوني .. أزمجر في آذانكم

دعوني .. أزمجر في آذانكم

--------------------------------------------------------------------------------
أحبتي:
أود أن أحتفي بكم جميعاً علي طريقتي الخاصة ..
ويحدوني آمل بأن يكون وقع كلماتي هذه عليكم بنكهة الـ " أندروس " المنعش الفوار..
وليست بنكهة " الكلوركوين " ..

من بعد العناق ..
بعد طول إفتراق .. مرتمياً علي أحضانكم الدفيئة .. أقول
تاء المتكلم .. تحيي " واو الجماعة "..
وتحيي " تاء التأنيث " ... وكذلك " نون النسوة "

أسمحوا لي أن أستعير أسماعكم برهة .. " لأزمجر " فيها..
فقد خرجت لتوي من " جــرّة الغياب "
التى قذفت بها أمواج بحر " الترحال "
علي ضفاف شواطيء " مرافيء تذكاركم "
حيث كان ذلك " غذاء روحي " في ذلك الجُــبّ المظلم ..


ظلت النافذة وعلي الدوام :
"متنفساً " لا " مُـتنـرفــزاً "

إشعاعاً للثقافة ..
شعاعاً للأمـل ..
منبـــراً .. لكل صاحب رأي أو فكرة ..
منـــارة .. يُـستدل بها ..
محراباً .. للأدب والفنون ..
مدرسة.. لصقل وتشجيع المواهب...
لوحــة .. للتجريد .. والتجريب ..
معرضاً .. للعراقة .. والأصالة ..
مسرحاً .. لكوميديا " عصارة الوجدان " .. وتراجيديا " البؤساء ".
بيــــداء .. للفرســــــــــــــان ..
خميلــة .. للعشاق والحالمين ..
تقابــــة ومسجد .. للحيران .. وشيوخ الدين.. ودور عبادة لأهل الديانات الأخري
" ساحة عرس كبير " مثلما هي " سرداق عزاء " ومؤاساة..
منجمــاً .. للمعدن النفيس ..
بوتقة .. .. إنصهرت بداخلها كافة هذه المعادن النفيسة .. إنصهرنا بداخلها جميعا ..


جمعتنا فيها .. سماتنا التى هي سر تفردنا .. وإعجاب كل من زارنا .. وكانت محل إشادة وتقدير
وتاج علي رؤسنا جميعاً

فنفوسنا ..
صافية ..

ونوايــانا ..
حسنــة ..

آفاقنـــا ..
رحبــة ..

عقولـنا ..
مواضع للفطنة...

أقوالنا ..
أصوات للحكمــة..

أعيننا ..
نـُـصب مواطن الجمال ..

قلوبنــا ..
مرافيء كتاب مفتوح للإلفة والمحبة ..

ألسنتنا ..
قيتارة تعزف لحن " تبايننا "

أيدينــا ..
تصافح كل يد ممتدة إليها ..

أرجلنا ..
تسوقها خطي تشواقنا لبعضنا..


قفشاتنا ..
مصانع للفـــرح ..


غضبنا " النبيل " ..
" رسوم إنتاج " مصانع الفرح تلك و حافزاً لصنع المزيــــــد مـن
" الفرح السيوبر "


ضحكاتنــــــا ..
مبعث تفاؤلنا ..


إبتسامنــا ..
صدقـــــة..

سرورنــا ..
مستمد من غبطة أحدنا ..

آهاتنــــــا ..
من وخز آهاته .. وتوجعاته ..

دموعنــا ..
نهراً لغسل الأحزان .. وجرفها الي دلتا السلوي .. وبحر النسيان


موضوعيتنا ..
جذوة إستمرار جلدنا .. وجدلنا .. ونقاشنا المستفيض ..

سعة صدرنا ..
مكارم أخلاقنا.. وخلو قلوبنا من الضغائن ..

فوارقنا السنية؟
لولاها .. لما " وقر كبيرنا صغيرنا " .. "ووقر صغيرنا كبيرنا".

عتابنــــا:
بدافع مكانتك .. وعمق العلاقة

عناقنـــا:
بشر ترحابنا .. ودف التلاقي .. وعبق التصافي.

بوحنا:
ذا معني .. ليس ذي مغزي ..

نوحنا
خفر .. وليس لخدش الحياء

مساديرنا
خريرنا .. وهديرنا..

حواءنا
أزاهر " جناننا " ..
هي " النم " .. الزغرودة" .. " الحكامة "
ينبوع الأمل .. وإشراقة الحياة

إختلافنا ..
بسبب اتفاقنا علي الأهداف ..

فكلنا ينشد ذري المجد .. ومراقي الكمال ..
لــــمن ..؟!!!!!!!!!!!
لأمنا التى حملتنا وهناً علي وهن ..
وتحملنا الآن بين حناياها ..
ومدة " فصالنا " غير محددة

ولنا جميعاً..

ماذا إذن؟

ماذا إذن؟!!!
أقولها لك .. لكم جميعاً ..

لا .. لمزيد من الإحتقـــان ..
لا .. لمزيد من التلميـــــح ...
لا .. لمزيد من التجريـــــح..
لا .. لمزيد من الإختصام.

لا... فقد إندلعت فينا " ثورة الشك " والهواجس ..
فلنطرد الشك في أنفسنا .
فلنطرد الشك في الآخر.
فلنطرد الشك في حكمنا علي الأشياء ..


أين؟!!! .. ثقتنا في بعضنا البعض ..
أين؟!!! .. ثقتنا بأنفسنا ..
أين؟!!! ... فهمنا للعلاقة التى تجمع بيننا وعمقها؟


إذن..
الكل يننشد الوضــوح..
الوضوح في كل شيء ..


أقرأتم كلماتي تلك؟!!!
الوضوح...
نعم .. الوضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوح


ماذا إذن؟
عجباً لكم ..!!!

إن ما يجمعنا .. أكثر مما يفرقنا ..
ونقاط تلاقينا .. تطغي علي خلافاتنا ..

إذن لماذا نحن فيما نحن عليه؟

لا أطمع في الكثير ..
فقط ..

أدعوكم .. لأن نجلس مع بعضا البعض ..

تعال لنجلس .. أنا وأنت فقط
نتحدث ..
ومن البداية ..
وفي كل التفاصيل .
بكل اللغات ..
بكافة المفردات ..

ولكن .. بعد لحظة صدق مع النفس..
لنخلق أرضية حوار مشتركة ..

ومن ثم نتحدث الي بعضنا البعض ..
بكل تجرد ..
وبكل صراحة ..
وبكل وضوح..
وبكل شفافية..

تعال .. لنبدأ بنقاط التلاقي أولاً.
ثم نضع النقاط علي الحروف ...
تعال .. لنسمي الأشياء بسمياتها..
ونعترف .. وبكل شجاعة ..
أن كل منا قد أساء فهم الآخر ..
ربما دون قصد ..
ربما للبس في المعني والمضمون ..
ربما غابت عني حقيقة ..

ثم نعترف بأنه قد جانبنا الصواب ..
في تفسيراتنا..
وتأويلاتنا ..
وحمكنا ..

نعترف بأننا في لحظة غضب قد ضعفنا ..
وفقدنا رباطة جأشنا..
وتعاملنا بردة الفعل...
ربما بسبب الضغوط .. ومشاق الحياة..
وربما لأسباب أخري ..
أحكي لي عنها ..
وسأحكي لك عنها ..



ومثل ما إعترفنا بشجاعة ..
تعال نعتذر لبعضنا البعض ..
لــم ِ .. لا؟

نعم ..
نعتذر .. وبشجاعة..
سيتقبل كل من إعتذار الآخر ..
وبسماحة ..


ما العيب في ذلك؟
العيب في ما نحن عليه الآن ..


هذا نهج لم نعتاده .. دخيل علينا ..
إذن فليذهب حيث أتي ..

هذه .. ليست سماتنـــا..
هذه .. ليست صفاتنـا..
هذه .. ليست أوصافنا..
هذه .. ليست مفرادتنا..
هذا .. " هجين " ... " مسخ " ..
سمه ما شئت ..
لا يشبهنا.. في شيء ..



تأمل معي هذه الكلمات ..
" الفــُــرقة " .. " الشتات " ... " الخصام " .. " التشرذم " .. " الغبن " ..
" الضغائن"
هذا ماظللنا ننبذه .. ومن أعلي المنابر .. وأولها هذا المنبر ..



تأملها مرة أخري .. وبتروِ .
إنها كلمات مصابة بالقشعريرة من نفسها ..


تعال نقرّ ..
ونعترف ..
ونعـــتذر ..


سنضع يدنا علي الداء ..
سنجد الدواء ..
وحتماً ..
سيزول الإحتقان ..


سنزداد وداً ..
سنزداد ألفة ..
ستصلح عثرتنا .. ما أفسده سوء الفهم ..


سنتسامي ..
سنسمــو ..
سننطلـق..
سنبتسم ..
ثم سنضحك ملياً ..

سنضحك علي بعضنا ..
سنضحك مع بعضنــا ..
سيضحك ضحكنا .. علي ضحكنا ..
سيضحك .. ضحكنا مع ضحكنـــا..


سنعود لبعضنا البعض
كما كنا ..
كعهدنا دائماً ..


نعم.. ستكونون كذلك .
فأنتم جميعاً أقرب لقلبي ..
من قربكم لأنفسكم ..

لكم وقــع علي نفسي ..
وهوي .. في قلبـــــي...
وذكريات في مخيلتي ..
و معزة في خاطـــري..


الآن .. وقد بُــح صوتي ..
وخنقتني عبرتي .

سأعود إليكم .. مرة أخري ..
لأزمجر في آذانكم ..
فهل ستعيروني إليها ؟!!

هل؟
ستعيروني إهتماماً؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

--------

07-18-2006,

http://www.al-nafitha.com/vb/showthread.php?t=3510

No comments:

Post a Comment