Monday, March 30, 2009

الزبير باشا -12- حوار مع طفل و دعوة لكم جميعاً

حوار مع طفل و دعوة لكم جميعاً

--------------------------------------------------------------------------------

حصاني كبير ..
وبيجري شديد..

وأنا من فوقو ..
كاني أمير..

أخش الجامعة..
أبقي وزير ..

وأريّـح بابا...
وماما..
في السرير..


كان هالـة من البراءة والصفاء..
وآية من الطهر والنقاء..

عذب الصوت ...
وهو يترنم بتلك الأرجوزة ..

بريق عينيه .. ينبيء بأنه سيكون خارق الذكاء ..
ويح أمك .. إمرأة ثرثارة إذن .. قلتها في نفسي ..
(هذا إن صحت مقولة أن المرأة الثرثارة تنجب أطفالاً أذكياء ) ..

من أين " حفظت" هذا النشيد؟!!!
" من الروضة ... هي جنب بيتنا .. سمعتهم يقولوهو ..."


ولماذا لم تذهب " للروضة " اليوم؟
" أنا أصلاً ما قاعد أمشي ليها .. "

لماذا؟
(لم يجب .. تغيرت قسمات وتعابير وجهه .. إذن لا بد من تغيير مجري الأسئلة)

عارف الليلة شنو؟
" الليلة يوم الوقفة .. وبكرة العيد " ..

ماذا أشتريت للعيد؟ ..
" أمي ما أشترت لي .. ما لسة!!! ... لمن تلقي القروش"


" لكن أبوي لمن يجي .. بيشتري لي " طيارة " .. و " بنطلون " .. و " قميص " .. وحاجات كثيرة ....
وأين هو .. والدك.!!!
نظرات حائرة ..
مشتتة ..
وإبتسامة بريئة ..
ولكنها تخفي الكثير ..

أين ستذهب في العيد ..
(ولا حتة)..

هل لديك أخوة؟
" لا .. ما عندي" ..


ما إسمك؟!!!
( .................. )


هل تعرفني؟
" ما عرفتك والله " ..

" لكن بعرف ناس كتار" ..

(ناس فلان .. وأبنائهم فلان .. وفلان .. وإسترسل يعددهم)

الي أن عرفته بنفسي .. وودعته ..
بوعد مني بلقاءه مرة أخري ..


سألت صديق لي من هو (................)؟
وكانت المفاجأة ..

" عجيبة هي بــــــــــلادي" ..
فعلاً أنها " بلاد العجائب " ..

التعليم قبل المدرسي " الروضة " إجباري ..
( لن يتم قبول التلميذ في ما يسمي " مرحلة الأساس " ما لم يلتحق بالروضة) ..


بينما رياض الإطفال .. لا تقدم لها " حكومتنا الرشيدة " أي دعم مادي أو معنوي..
ورسوم الإلتحاق بها باهظة التكاليف ..

ومن هنا يبدأ " الحرمان المقنن " ....
وهاهنا يبدأ " الموت البطيء للبراءة " ..
مقتولةَ ..

يا لسخرية الأقدار ..
" الروضة " التى حفظ منها هذا الطفل تلك الأرجوزة ..
هي " النصف الأخر " من منزلهم...
تستعين والدته بريع إيجاره لمقابلة " المصاريف " التى لا تلبي الحد الأدني من متطلبات وتكاليف الحياة .. فهو "دراهم معدودات " ..

ويا لهول المفاجأة ..
فإن والده الذي هو إنتظار عودته...
ليشتري له " طيارة " .. و " بنطلون " .. و " قميص " وحاجات كثيرة ...."

فقد توفاه الله الي رحمته ..
والطفل لم تجاوز عمره عام ونصف ..!!

وحينها ا فقط فهمت " كل ما أخفته إبتسامته البريئة تلك " ..
وعرفت سبب تلك " النظرات الحائرة .. المشتتة " .. فهو يمني نفسه بعودة والده لتلبية إحتياجاته .. من أين سيأتي ومتي؟ .. أنـّي له أن يعرف ذلك وهو في هذه السن .. التى لا تمكنه من إستيعاب ماذا يعني الموت؟

تساءلت في نفسي !!!!
" كم هو عدد أمثالك يا بني؟!!
كما هو عدد أمثالك في هذا " الوطن المجروح "؟!!!!!



أخوتي الأفاضــــل ..
أخواتي الفضليات..

أتقدم إليكم جميعاً بهذه الدعوة ...
والتى إرتأيت أن يكون مدخلي إليها ...


أبـي
أنظر لذاك الطفل
يبكي!!!
ماذا عليه؟!!!!
لا أحد من المارة...
يكترث .. أو ينظر.. إليه!!!!
لـِـمَ يبكي؟!!!!
هل بسبب القضية؟!!

أبي!!!!
أليس اليوم
" عيد"؟
أين حذاءه ..؟!!!
ورداءه الجديد؟!!!

لا أري حلوي في يديه!!!!
لا أحد مكترثٌ إليه..!!!
أين العيـد؟!!!!


أخواني الأفاضل:
أخواتي الفضليات:

وعيد الأضحي مقبل علي الأبواب ..

بعيداً عن الوطن .. " المثخن بالجراح " ..
وبعيداً عن من يسمون أنفسهم..
" ولاة الأمر فيه " ..
وبعيداً عن " لا مبالاتهم " ..
وبعيداً عن " الإحباط "..
وبعيداً عن اليأس " ..



فإني أعلم أن لكل منكم " مسئوليات جسام "
ملقاة علي عاتقه ..
والتزمات..
أسرية ..
ومالية..
لا متناهية..



وأعلم سلفاً ... " علم اليقين " ..
أنه كانت لكم أيادِ بيضاء .. " بغير من ولا أذي " ..
كانت علي الدوام بارقة أمل للكثيرين ..
أعانتهم للتغلب علي " ضيق ذات اليد" ..
والبؤس ....
والمعاناة ...
والحرمان..

فهذا قدركم .. بأن أضحي دوركم " رسالي " ..
تتفاوت فيه نسب التضحيات ..
ونكران الذات..


من منا لا يعرف عدداً من
" الأسر المتعففةً " ..
سواء من أقاربه ..
أو جيرانه ..
أو من سكان نفس الحي..

فليتبني كل واحد منا ..
طفل واحد " علي الأقل" ....
من أطفال إحدي تلك الأسر ..
بتقديم هدية له بمناسبة عيد الأضحي ..

كل حسب إستطاعته ..
وإمكاناته ..

لعبة ..
أو
لبسة ..
أو
حذاء

قد تكون " زهيدة الثمن " ..
وقد تكون " متواضعة " ..

ولكن حتماً ..
سيكون معناها كبير..
وتأثيرها أكبر..

ألا وقد قالها ..
" أخش الجامعة .. أبقي وزير " ..

ربما سعينا هذا يكون فيه دافعاً لهم للمزيد من الإصرار علي التحصيل..
ودخول الجامعة ..
بدلاً عن " التشرد " .. في الطرقات .. والحواري ..

ولعل حال " الوطن الجريح" .. قد ينصلح بهم بعد من بعد تخرجهم منها ليحلوا محل رواد " الأميّة المتعصبة " .. " وفلاسفة البؤس والحرمان " .. الذين " صعّروا خدهم " ..


نسأل الله لكم القبول ..
وأن يشملكم برعايته وحفظه ..
ويرزقكم من فضله ..



وكـــــــــل عــــــــــام وأنتـــــم بخير

----------------

http://www.al-nafitha.com/vb/showthread.php?t=4489

No comments:

Post a Comment